عندما منَّ الله عزّ وجل على سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم بفتح مكة وخضعت قريش لحُكم الدولة الإسلامية خافت قبائل هوازن وثقيف من غزو المسلمين لهم وقالوا" قد فرغ محمّد لقتالنا فلنغزه قبل أن يغزونا"، وأجمعوا جميعاً على هذا الرأي، وولّوا عليهم مالك بن عوف النضري، فاجتمعت إليه قبائل هوازن وثقيف وبني هلال، ولكن تخلّف عنه من قبيلة هوازن كعب وكلاب.
تحرّك المسلمون باتّجاه منطقة حنين في الخامس من شوال ووصلوا في مساء العاشر من شوال، واستخلف النبي صلى الله عليه وسلّم عتاب بن أسيد على مكّة عند خروجه، وقد كان جيش المسلمين يبلغ اثني عشر ألفاً بينما جيش هوازن وثقيف ضعف عدد المسلمين وأكثر.
اتّبع جيش هوازن وثقيف عدّة مراحل لتعبئة الجيش وتقويته؛ حيث حشروا نساء وأبناء المقاتلين خلفهم حتى يستبسلوا بالقتال دفاعاً عنهم وقاموا بإجلاء النساء على عشرات الآلاف من الجمال وجعلها تسير خلف الجيش فتعطي منظراً مخيفاً ومهيباً للجيش، ونصبوا الكمائن لجيش المسلمين من أجل مباغتتهم، وأخذوا بزمام الأمور في الهجوم على جيش المسلمين لأن الجيش الذي يبقى في الدفاع يكون هو الأضعف.
عوامل انتصار المسلمين في غزوة حنينخسر المسلمون الجولة الأولى من حرب حنين وذلك لنقص المعلومات التي زوِّد بها النبي صلى الله عليه وسلّم، فسبق جيش هوازن وثقيف المسلمين إلى مكان حنين ونصبوا الفخاخ في الوادي وعندما وصل المسلمون انهالوا عليهم بالنبال مما أوقع الكثير من الشهداء، وتزعزع الجيش، وفر الكثير من أرض المعركة وبقي النبي صلى الله عليه وسلّم ونفرٌ قليلٌ منهم، قال تعالى: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ) [التوبة: 25]، وأخذ النبي يُركِض بغلته باتجاه المشركين، وطلب من العباس ابن عمه أن ينادي على أهل السمرة، فلبوا النداء بأسرع وقت، ثم نادى على الأنصار فهبوا لتلبية نداء النبي صلى الله عليه وسلّم واشتدت المعركة وحمي الوطيس وقاتل المسلمين أشد قتالٍ دفاعاً عن النبي وعن دين الله.
من عوامل انتصار المسلمين في الغزوة في النهاية:
المقالات المتعلقة بما هي عوامل انتصار المسلمين في غزوة حنين